Warning: include(/home/adalah/public_html/uploads/oldfiles/newsletter/ara/jan08/../../../ara/head.html): failed to open stream: No such file or directory in /home/adalah/public_html/uploads/oldfiles/newsletter/ara/jan08/1.php on line 19

Warning: include(): Failed opening '/home/adalah/public_html/uploads/oldfiles/newsletter/ara/jan08/../../../ara/head.html' for inclusion (include_path='.:/usr/lib/php:/usr/local/lib/php') in /home/adalah/public_html/uploads/oldfiles/newsletter/ara/jan08/1.php on line 19

مجلة عدالة الالكترونية
العدد رقم 44, كانون الثاني 2008

عدالة: قرار مزوز هو قرار تحريضي وعنصري

لن يُقدّم إلى المحاكمة أي فرد من الشرطيين أو الضباط المسؤولين عن إطلاق الرصاصات الفتاكة التي أدّت إلى موت فلسطينيين مواطني دولة إسرائيل في تشرين الأول (أكتوبر) 2000- هذا ما قرره المستشار القضائي للحكومة، ميني مزوز، بتاريخ 27 كانون الثاني 2008.

وبإعلان مزوز هذا أغلقت رسميًا الملفات ضد الشرطيين الضالعين في قتل مواطنين عرب تظاهروا في أكتوبر 2000 في المدن والقرى في إسرائيل، احتجاجًا على السياسة العدوانية التي اتبعتها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. واستخدمت الشرطة عيارات نارية حية من أجل تفريق المظاهرين غير المسلحين، ونتيجة لهذا قُتل 13 متظاهرًا وأصيب الآلاف.

وادّعى مزوز في قراراته أنه لا يتوفر ما يكفي من الأدلة لتقديم لوائح اتهام ضد المشتبه بهم: "القانون واضح جدًا في كل ما يتعلق بالجنحة الجنائية ونُظم المقاضاة. وعليه، وفي ظل غياب أدلة كافية لاتخاذ قرار في مسألة ضلوع المتهمين في هذه الحوادث، لم يكن مناص من إغلاق الملف"، قال مزوز. وأضاف أنّ الشرطيين الذين أطلقوا النار على الضحايا كانوا في "وضعية طوارئ". وقال إنّ الشرطيين واجهوا خطرًا فوريًا ومباشرًا على حيواتهم، وإنّ هذا الوضع ألزم تحكيم الرأي الميداني، ولذلك فلا مجال لنسب مسؤولية جنائية بحق الشرطيين. ووفق ادعائه، حتى لو كان بالإمكان إثبات أنّ الشرطيين أطلقوا العيارات النارية الفتاكة، فإنه بالإمكان الادعاء بالمقابل أنّ إطلاق النار كان مُبرّرًا.

ويناقض قرار مزوز رفع المسؤولية عن الشرطيين وقياداتهم، تناقضًا جوهريًا، البيّنات الحقائقية والقضائية التي وردت في التقرير النهائي للجنة التحقيق الرسمية لفحص الصدامات بين قوات الأمن وبين مواطنين إسرائيل في أكتوبر 2000 (لجنة أور)، والتي نُشرت في أيلول 2003. كما يناقض القرار استنتاجات لجنة أور الواضحة، والتي أفادت بأنّ استخدام القناصين وإطلاق الرصاص الحي على يد شرطيين آخرين، لم يكُونا قانونييْن؛ فهما لم يكونا قانونيين وفق المنظور المبدئي، أولا، وثانيا لأنّ المتظاهرين لم يشكّلوا تهديدًا على حيوات الشرطيين بشكل محسوس أو فوري.

وردًّا على قرار مزوز، أعلن مركز "عدالة" عن نيته التوجّه إلى قنوات قضائية دولية في هذا الملف. "لقد استنفدنا جميع الإجراءات القضائية في إسرائيل. سنحاول إدخال الأمم المتحدة ودول أخرى تتمتع بصلاحية البتّ قضائيًا في الشؤون الدولية، إلى الصورة"، قال المحامي حسن جبارين، مدير عام "عدالة"، في المؤتمر الصحافي الذي عُقد في "بيت أغرون" في القدس، بعد نشر قرار مزوز. وقد كان المؤتمر الصحافي مشتركًا للجنة المتابعة العليا للمواطنين العرب في إسرائيل، إلى جانب ذوي شهداء أكتوبر، و"عدالة".

وقد منح قرار مزوز تصديقًا على قرار حول تصرفات الشرطيين خلال هبة أكتوبر 2000، صدر عن وحدة التحقيق مع الشرطيين في وزارة القضاء ("ماحش")، في أيلول 2005. وفي هذا التقرير أعلنت "ماحش" عن قرارها إغلاق جميع ملفات التحقيق ضد الشرطيين والضباط الضالعين في حوادث القتل في أكتوبر 2000، تحت حجة عدم كفاية الأدلة.

وفي أعقاب نشر تقرير "ماحش"، ونتيجة للضغط الجماهيري الذي أثير وقتها، قرر المستشار القضائي للحكومة إعادة فحص القرار. وفي سبيل هذا، جرى تعيين لجنة تحقيق خاصة في نيابة الدولة، عملت على فحص الملفات. ووقتها، ادعى مركز "عدالة" أنه لا يجب التعامل بثقة مع قرار فحص تقرير "ماحش" في داخل النيابة العامة، لأنّ نائب الدولة، عران شندار، يقف على رأسها. وشندار كان مدير "ماحش" في أكتوبر 2000، وهو يتحمل مسؤولية مباشرة عن أنّ الوحدة لم تبدأ تحقيقًا فوريًا بما يخصّ المسؤولية عن قتل المواطنين، التي يتحملها عدد من الشرطيين والضباط.

وفي تشرين الأول 2006، قدّم "عدالة" إلى المستشار القضائي تقريرًا شاملاً حول فشل "ماحش" في التحقيق في أحداث أكتوبر 2000، تحت عنوان "المتهمين". وفي هذا التقرير تطرق "عدالة" إلى الأعطاب والأفشال التي بدرت عن سلطات تطبيق القانون –و"ماحش" على رأسها- أثناء التحقيق في أحداث القتل في أكتوبر 2000. ويكشف التقرير، أساسًا، عن إهمال "ماحش" في عملها وعن عجزها عن القيام بواجبها التحقيق في الجنح الجنائية التي اقترفتها الشرطة في تشرين الأول 2000. كما يكشف التقرير عن كيفية إخفاء "ماحش" لحقائق هامة، ونشرها تقريرًا لا أساس له حول الأحداث. وقد شمل تقرير مزوز ردودًا مباشرة على تقرير "المتهمين".