Warning: include(/home/adalah/public_html/uploads/oldfiles/newsletter/ara/may09/../../../ara/head.html): failed to open stream: No such file or directory in /home/adalah/public_html/uploads/oldfiles/newsletter/ara/may09/11.php on line 10

Warning: include(): Failed opening '/home/adalah/public_html/uploads/oldfiles/newsletter/ara/may09/../../../ara/head.html' for inclusion (include_path='.:/usr/lib/php:/usr/local/lib/php') in /home/adalah/public_html/uploads/oldfiles/newsletter/ara/may09/11.php on line 10

مجلة عدالة الالكترونية
العدد رقم 60، أيّار 2009

مقابلة مع السيد محفوظ الكباريتي منسق حمله التضامن مع الصيادين في قطاع غزة

أجرى المقابلة: صلاح محسن، المنسق الإعلامي في مركز عدالة

 

ما هي المشاكل التي تواجه الصيادين في قطاع غزة؟ متى بدأت؟

 

عانى الصيادون الغزيون دائمًا من مضايقات وتقييدات من قوات البحريّة الإسرائيليّة. هذه المضايقات كانت مرتبطة دائما بالوضع السياسي العام، لكنها ازدادت مع بداية الانتفاضة الأولى وتفاقمت بشكل كبير بعد الانتفاضة الثانية.

 

بحسب اتفاقيات أوسلو يسمح للصيادين الفلسطينيين الإبحار 20 ميلاً بحريًا ( ما يعادل 37 كيلو متر تقريبًا). لكن ذلك لم يكن يحدث أبدًا، لأنّ إسرائيل كانت تقيد إبحارنا إلى 12 ميلاً بحريًا كحد أقصى. بعد اندلاع الانتفاضة الثانية تم تقليص المسافة إلى 6-7 ميلاً بحريًا، وبعد الحرب الأخيرة قلصت إسرائيل المسافة إلى 3 ميلاً بحريًا.

 

تقوم الزوارق الحربية بمضايقة الصيادين حتى داخل المساحة المتاحة حيث يحصل كثيرًا أن تهاجم الزوارق الحربية قوارب الصيادين بواسطة ذخيرة حية أو بواسطة مدافع مائية عاليه الضغط مخلوطة بمواد كيميائيه، لا نعرف تركيبها، ذات روائح كريهة. ويؤدي ذلك إلى انزلاق الصيادين عن القوارب وتعرضهم للإصابات، وإعطاب الأجهزة والمراكب. وأحيانا تجبر القوات البحرية الصيادين على خلع ملابسهم بشكل مهين والوصول إليها سباحةً حتى في أيام الشتاء والبرد القارص، ومن ثم تعتقلهم وتقتادهم وقواربهم بعد أن تعصب أعينهم إلى ميناء أشدود، وهناك يتم التحقيق معهم ومحاولة ابتزازهم لكي يعملوا كعملاء لصالح الأجهزة الأمنية الإسرائيلية. وفي أحيان كثيرة يتم احتجاز قوارب الصيد لفترات طويلة علمًا أن القارب الواحد هو وسيلة معيشة لـ 7-8 عائلات، والقوارب الكبيرة تشكل مصدر رزق لـ 10-15 عائلة.

 

عدا عن المضايقات في عرض البحر يعاني الصياد الغزاوي من مشاكل عديدة، أهمها انعدام المعدات والمواد الخام اللازمة للصيد وللمراكب في السوق المحلية، كدهانات المراكب التي تمنع الصدأ وتمنع تكاثر الطحالب على المراكب، قطع غيار المحركات، شبكات الصيد والمعدات الأخرى. والأهم من ذلك هو الارتفاع المخيف الذي حصل على سعر لتر الوقود الصناعي (السولر) والبنزين حيث وصل سعر اللتر الواحد الذي كان يباع بستة شواكل إلى 35 شيكلاً. في ظل هذه الظروف اضطر الصيادون إلى تشغيل مراكبهم بواسطة زيت الطهي وهو أمر غير ناجع ويسبب أضرارًا بيئيّة وصحيّة، ويفسد محركات المراكب.

 

ما الفرق بين الصيد على مقربة من الشاطئ أو في عمق البحر؟ هل يؤثر ذلك على كمية الصيد أم على نوعية السمك أيضاً؟

 

تعيش الأسماك وتتكاثر بين الصخور؛ والمنطقة الساحلية مقابل شواطئ غزة هي منطقة رملية خالية من الصخور تقريبًا، حيث تبعد أقرب منطقة صخرية 8 ميلاً بحريًا عن شواطئ غزة. هناك تتواجد مزارع الأسماك. للتغلب على هذه المشكلة أحضر الصيادون بقايا سيارات قديمة ورموها داخل البحر، مع الوقت بدأت تنمو على هذه السيارات طحالب ونباتات بحرية لتصبح حقولا لتكاثر الأسماك بدل الصخور الطبيعية. هذه ليست طريقة جيدة كونها تلوث البحر بالإضافة إلي أنها تمزق شباك الصيد ولكنها الطريقة الوحيدة للتغلب على التقييدات الإسرائيلية.

 

نهاية فصل الربيع من أواسط نيسان حتى أواخر تموز هي الفترة الأفضل للصيد. في هذه الفترة يكون الصيد وفيرًا لذا ينتظرها الصيادين طوال العام من أجل تسديد ديونهم. في هذه الفترة تمر من المنطقة كميات من السمك المهاجر كسمك السردين الذي يعتبر من أهم الوجبات الشعبية في غزه وحرمان الصيادين من الصيد في هذا الموسم هو بمثابة كارثة اقتصادية لهم.

 

القضيّة ليست قضيّة أمنيّة

 

التسويغات الأمنية التي يعطيها الإسرائيليون للتضييق على الصيادين عارية عن الصحة. فالهم الأول والأخير للصيادين هو الصيد من أجل المعيشة وتوفير لقمة العيش لهم ولأبنائهم. الهدف الحقيقي من المضايقات هو العقاب الجماعي وضرب الاقتصاد الفلسطيني من خلال فتح السوق الفلسطينية أمام الأسماك التي تنتج في مزارع الأسماك الإسرائيلية والأسماك المجمدة التي تستورد عن طريق إسرائيل.  حيث يحتاج المجتمع الغزاوي، بحسب معطيات منظمه الأغذية العالمية (الفاو)، إلى 21 ألف طن من السمك سنويًا. في السنة الأخيرة، مجمل ما تم صيده من البحر هو 3000 طن، رغم أنه كان بالإمكان الإبحار إلى عمق 8-10 أميال، بمرافقه المتضامنين الدوليين، وهي كميه قليلة لا تكفي حاجه القطاع. اليوم، بعد أن منع الصيادين من الإبحار أكثر من 2.5-3 ميلا وبعد أن تم احتجاز العديد من قوارب الصيد وإعطاب الكثير منها، من المتوقع أن لا تتجاوز كمية الصيد السنوي بضعة مئات من الأطنان، ما ينعكس على سعر السمك، وخاصةً السردين، الذي أصبح سعره مرتفعًا جدًا، علمًا بأنّه الطعام الشعبي البديل والمكمل للدجاج في غزّة، خصوصا لذوي الدخل المحدود.

 

كما أنه يحدث كثيرًا أن يدخل الجيش الإسرائيلي على خط الاتصال اللاسلكي بين الصيادين، ويصرخ عليهم ويسمعهم كلمات نابية ويقول لهم إذا أردتم أن تصطادوا بحرية أطلقوا سراح شاليط وعندها سنترككم وشأنكم.

 

كارثة بيئية وصحية

 

على مقربة من الشاطئ هنالك كاسر أمواج يشكل حوض صغير يستعمله الصيادون لصف مراكبهم وهي منطقة صيد للصيادين وللهواة ممن يصطادون بالصنارة. في المنطقة القريبة، تم مد أنابيب مجاري، كان من المفروض أن تستعمل في حالات الطوارئ عند تعطل شبكة المجاري العادية. في الآونة الأخيرة، بعد تعطل معظم مضخات المجاري عن العمل وعدم وجود قطع غيار لإصلاحها وعدم توفر الأنابيب والإسمنت تتدفق جميع مجاري غزة إلى البحر. تدفق المجاري حوّل البحر إلى مستنقع للمياه العادمة ولوث مساحة واسعة من مياه الشاطئ وبالتالي فان جميع الأسماك التي تصطاد على مقربة من الشاطئ قد تكون غير صالحة للأكل. ناهيك عن الضرر المباشر على البيئة البحرية، الذي سيمتد إلى أبعد من شواطئ غزة.

 

المطلوب: اتركونا وشأننا

 

شدد السيد محفوظ الكبريتي في نهاية الحديث معه أنّ الصيادين في القطاع ليسوا بحاجة إلى دعم من أيّة جهة كانت، رغم ظروفهم المأساويّة وسوء أحوالهم، هم فقط يريدون حقهم الطبيعي بالعمل بحريّة من أجل كسب لقمة العيش بكرامة.