Copy

نشرة عدالة

قرارات المحكمة العليا في التماسات عدالة بالقضايا الكبرى

1 أيلول 2021

جلسة المحكمة العليا للنظر في الالتماسات المقدمة ضد قانون أساس: الدولة اليهودية ، 22 كانون أول 2020. صورة: لقطة من البث المباشر للسلطة القضائية / مكتب الإعلام الحكومي الإسرائيلي

في هذا العدد من نشرة عدالة، نسلط الضوء على قرارات هامّة صدرت مؤخرًا عن المحكمة العليا الإسرائيلية بصدد أربعة التماسات رئيسية قدمها مركز عدالة.
 
في الثامن من تموز (يوليو) 2021، وفي ظل تداعيات المواجهات التي وقعت في أيار (مايو)  في إسرائيل والمناطق الفلسطينية المحتلة، أصدرت المحكمة العليا قرارها في الالتماسات المقدمة ضد قانون أساس: الدولة اليهودية. لم يكن متوقّعًا من المحكمة إلغاء هذا القانون الأساس، وقد أصدر القضاة قرارهم بعد جلسة أوَّليّة فقط ودون عقد جلسة استماع شاملة ووافية ومُعمَّقة لادّعاءات الملتمسين،  بل وتجنبوا التطرق الى جميع المحاججات الرئيسية التي قدمها الملتمسون، كما وتجاهلوا جميع الانتهاكات التي تندرج ضمن الحظر المطلق بموجب القانون الدولي، بما في ذلك بموجب معاهدات حقوق الإنسان التي وقعتها إسرائيل. لقد أصدرت المحكمة قرارها بأغلبية 10 مقابل معارضة قاضٍ واحد وهو جورج قرّا، القاضي الفلسطيني الوحيد في المحكمة. عقدت المحكمة العليا جلسة استماع واحدة فقط في الملف، بعد ما يقرب من عامين ونصف العام من تقديم 15 التماساً ضد القانون الأساس، بما في ذلك التماس عدالة المقدم باسم قيادة الجماهير العربية الفلسطينية. على الرغم من طلب عدالة إصدار أمر احترازي يلزم الدولة بالرد على الالتماس، لم تقم المحكمة بإصدار أي أمر كهذا، وبالتالي، لم تطلب أبدًا من الدولة الرد على انتهاكات القانون الدولي التي أثارها إلتماس عدالة.
 
لقد أسهم القرار حول قانون القومية في تعميق النقاش على خصائص الفصل العنصري في إسرائيل، بما في ذلك الجوانب ذات الصلة بقوانينها وسياساتها وممارسات الهيمنة والضبط على الفلسطينيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي إسرائيل. للقانون تداعيات خطيرة على الوضع القانوني سواء للفلسطينيين مواطني الدولة، أم الواقعين تحت الاحتلال من سكان القدس وسائر سكان الضفة الغربية وقطاع غزة، وكذلك على السكان في الجولان السوري المحتل. يرسخ قرار المحكمة الفوقية الإثنية اليهودية، والانتهاكات الصارخة لحقوق الفلسطينيين، بما في ذلك حق تقرير المصير ويعزز الفصل العنصري، كما وتتبنى الدولة هذه الانتهاكات كمباديء أساسية لها.
 
رداً على أحداث أيار 2021، صوّت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على إقامة لجنة تحقيق جارٍ، وتفويضها بالتحقيق في الانْتِهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، بما في ذلك القدس. قرار مجلس حقوق الإنسان هذا هو الأول على الإطلاق الذي يشرع في تحقيق ينظر في الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان المرتكبة ضد الفلسطينيين المواطنين في إسرائيل، وكذلك في المسببات الجذرية للتمييز العنصري المنهجي. هذا ويعكس قانون القومية بشكل مباشر هذه الأسباب الجوهرية والجذرية، كما ومن المتوقع أن تشمل ولاية لجنة التحقيق معاينة هذا القانون وتأثيراته.
 
في الأشهر المقبلة، سننشر في "عدالة" قراءات وتحليلات لقرار المحكمة العليا وأثر القانون على الواقع اليومي المعاش للفلسطينيين.

المحكمة العليا تعطي الضوء الأخضر لوحدة السايبرالإسرائيلية بالاستمرار في فرض الرقابة عبر الإنترنت

في 12 أبريل 2021، رفضت المحكمة العليا التماسًا قدّمه مركز عدالة وجمعيّة حقوق المواطن طالَبَ بوقف آليّة "تطبيق تطوُّعيّ بديل للقانون" لمراقبة محتوى الوسائل الاجتماعيّة التي تنتهجها وَحْدة السايبر التابعة للنيابة العامّة.

تقوم وحدة السايبر بإرسال منشورات وسائل التواصل الاجتماعيّ -دون اتّخاذ إجراءات قانونيّة، وغالبًا دون علم المستخدِم- إلى شركات وسائل التواصل الاجتماعيّ، وتَطلب إزالتها. تجري هذه الرقابة بالتعاون والتنسيق مع شركات التواصل الاجتماعي العملاقة، مثل فيسبوك وتويتر. ترمي ممارسات الدولة هذه إلى قمع المعارضة على وسائل التواصل الاجتماعيّ، وكثيرًا ما تؤدّي إلى تعليقِ حسابات المستخدِمين أو إزالتِها. ووفقًا لتقرير عام 2018 الصادر عن النيابة العامة، فقد قفز عدد الطلبات التي قدمتها وحدة السايبر لإزالة المحتوى، من 2241 في العام 2016 إلى 12351 في العام 2017، وإلى 14283 في العام 2018، أي بزيادة تربو على 600٪.
 
ومنحت المحكمة في قرارها الدولةً الإسرائيليّة سلطةً مطلقة بدون رقابة، آذِنةً لها بالتحكّم بالمحتوى وانتهاك حرّيّة التعبير على الإنترنت دون إبلاغ مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي المستهدفين ودون إتاحة أية فرصة لهم للدفاع عن حقوقهم في حرية التعبير.
 

المحكمة العليا تصادق على منع أعضاء الكنيست من السفر إلى الخارج بتمويل من منظمات مقاطعة

أيدت المحكمة العليا فرض مزيد من القيود على حرية التعبير وعلى الحق بتكوين الجمعيات، ولكن هذه المرة على مستوى البرلمانيين المنتخبين (الكنيست). ففي 22 حزيران 2021، رفضت المحكمة العليا التماسًا تقدّم به مركز عدالة باسم كلٌّ من د. يوسف جبارين حين كان نائبا في الكنيست عن القائمة المشتركة، وعدالة، وذلك ضد مساعي الكنيست لحظر قيام النواب بالجولات الخارجية التي تمولها منظمات، مثل ’صوت السلام اليهودي’(JVP) ، والتي صادقت على نداء المجتمع المدني الفلسطيني الداعي الى مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها (BDS). إن قرار المحكمة الذي صدر مؤخراً، إنما يعزز السياسات والممارسات الهادفة الى إسكات وتكميم المواقف السياسية لأعضاء الكنيست العرب الفلسطينيين وتقييد الأنشطة السياسية المشروعة لممثلي الأقلية الفلسطينية المنتخبين.

المحكمة العليا تصادق على الغاء قانون سحب مخصصات التأمين الوطني عن والديّ الاسرى الفلسطينيين القاصرين والمحكومين ب "تهم أمنية"

صورة: CPT Palestine 

في قرار مقتضب وبأغلبية 5 قضاة مقابل 4، والصادر في 8 تموز 2021، قبلت المحكمة العليا التماسًا ضد القانون الإسرائيلي من العام 2015، والذي يسمح بالحرمان الشامل من مخصصات الأطفال لأولياء أمور القاصرين المدانين بـ "تهم أمنية". مع الملاحقات القضائية للجُرم المزعوم والتي استهدفت في الغالبية الساحقة الشباب الفلسطينيين من القدس الشرقية، اعتبرت المحكمة أنه من غير الدستوري قيام الدولة بالحرمان من مخصصات الأطفال لوالدي القاصرين المدانين  بمخالفات أمنية ،  لأن ذلك ينتهك الحق في المساواة.

وقد خلصت المحكمة إلى أن القانون كان له تأثير تمييزي واضح، وهو يرقى فعليًا إلى إنشاء قانونين منفصلين للعقوبات - أحدهما للأطفال الفلسطينيين والآخر للأطفال الإسرائيليين اليهود.
 

عدالة بحاجة لدعمكم/ن لمساعدتنا في مواجهة التحديات القادمة والاستمرار بهذا العمل

Facebook
Twitter
Link
Website






This email was sent to <<Email | البريد الالكتروني>>
why did I get this?    unsubscribe from this list    update subscription preferences
Adalah: The Legal Center for Arab Minority Rights in Israel · 94 Yaffa Street · PO Box 8921 · Haifa 31090 · Israel