يتمنى طاقم عدالة لكن/م ولعائلاتكن/م عيدًا سعيدًا وعامًا جديدًا مليء بالصحة والازدهار ونتقدم بالشكر لكن/م على دعمكن/م المتواصل لعدالة في عام 2021.
كانت هبة الكرامة في أيار 2021 لحظة فارقة. شهد شهر أيار 2021 تصعيدًا مقلقا في البلاد والأراضي الفلسطينية المحتلة، فجّره القمع الإسرائيلي الوحشي للاحتجاجات ضد إخلاء عائلات الفلسطينيين من حي الشيخ جراح. امتدت أعمال العنف والمواجهات الى باحات المسجد الأقصى، ومن ثم الى قطاع غزة حيث سقط ضحية العدوان الإسرائيلي 240 شهيدًا، من بينهم 65 طفلًا. تظاهر المواطنون الفلسطينيون في جميع أنحاء البلاد، وواجهوا أعمال عنف شديدة من قبل الشرطة والجماعات الإسرائيلية اليمينية المتطرفة.
ردًا على أحداث هبة الكرامة، مثل مركز عدالة عشرات المواطنين الفلسطينيين المعتقلين الذين اعتدت عليهم الشرطة، ونجح بإطلاق سراح بعض المتظاهرين بشروط مخففة، بمن فيهم قيادات سياسية. وساهم مركز عدالة بمطالبة المجتمع الدولي للتحرك الفوري بهدف توفير الحماية لجماهيرنا العربية، مما أدى إلى رقابة دولية لمتابعة الأحداث والنظر في أعمال العنف والتحريض ضد المواطنين الفلسطينيين، من قبل الجماعات الاسرائيلية اليمينية المتطرفة وكبار المسؤولين الإسرائيليين، كان أهمها تشكيل لجنة من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بهدف التحقيق في الأحداث، وللمرة الأولى يعالج فيها المجلس الأسباب الجذرية للتمييز العنصري الإسرائيلي الممنهج ضد الشعب الفلسطيني على جانبي الخط الأخضر.
من أهم الخطوات على الصعيد العالمي في هذا العام قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في آذار بفتح تحقيق جنائي بخصوص "الوضع في فلسطين"، حول ارتكاب جرائم حرب في الضفة الغربية وقطاع غزة. يؤكد هذا القرار على موقف عدالة والعديد من منظمات حقوق الإنسان الأخرى لسنوات: أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب ضد الشعب الفلسطيني، وأن النظام القانوني الإسرائيلي يمنح مرتكبي هذه الجرائم حصانة تُتيح لهم التنصُل من المسؤولية والعقوبة.
تلا ذلك المزيد من الانتهاكات الإسرائيلية حينما صنّفت إسرائيل ستة من أبرز منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الفلسطينية على أنها "منظمات إرهابية"، الأمر الذي صدم المجتمع الدولي، حيث تلعب جميع هذه المؤسسات دورًا حيويًا في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وسياسات الفصل العنصري، وينشط بعضها أمام المحكمة الجنائية الدولية. يُقدم مركز عدالة الاستشارة القانونية للمؤسسات الفلسطينية الست ضد محاولة إسرائيل نزع الشرعية عنها ومنع تمويلها.
على الرغم من التحديات الصعبة المترتبة على هذه الأحداث، ومع استمرار عمل طاقم عدالة بظروف غير اعتيادية في ظل جائحة كورونا، حقق مركز عدالة نتائج إيجابية كبيرة من خلال المرافعة القانونية والمناصرة الرقمية والدولية والمناصرة في وسائل الإعلام. شملت النجاحات توفير اللقاحات ضد فيروس كورونا للفئات الضعيفة منها السكان البدو في النقب والأسرى الفلسطينيين، وتوفير المعلومات الصحية الطارئة باللغة العربية من قبل المؤسسات الحكومية. كما فاز مركز عدالة بجائزة تحدي العدالة العالمي 2021 المقدمة من مشروع العدالة العالمي، عن عمله للدفاع عن حقوق المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل خلال جائحة كورونا.
نتيجة استمرار مركز عدالة بالعمل لمحاربة التهجير القسري في النقب، نجحنا في إلغاء أوامر الإخلاء بحق السكان البدو في قرية السر، ووقف بناء منجم للفوسفات يقع بين 4 قرى فلسطينية قد يؤدي إلى هدم منازل وتهجير للسكان، كما وساهم مركز عدالة بإيقاف مخططات للسكن المؤقت تهدف إلى تهجير آلاف المواطنين الفلسطينيين من القرى مسلوبة الاعتراف في النقب.
نظرًا إلى الإجراءات التعسفية والانتهاكات الخطيرة التي اتخذتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في هذا العام، يفتخر مركز عدالة بعمله والذي من خلاله يدافع عن حقوق الإنسان الفلسطيني في الداخل وفي الأراضي المحتلة عام 67.
يقدّر طاقم عدالة دعم أصدقاءنا وشركاءنا لهذا العمل، الذي لم يكن ليستمر لولا دعمكن/م المستمر والسخي. معا يمكننا مواجهة تحديات العام القادم، 2022.
مع كامل الشكر والتقدير،
د. حسن جبارين
مدير مركز عدالة
نحن بحاجة لدعمكن/م المادي لمواجهة التحديات القادمة والاستمرار بهذا العمل من أجل الدفاع عن حقوق الفلسطينيين
