Copy
English | ×¢×‘רית
كيف يمكنك أن (لا) تحصل على شقّة؟
بقي لياسمين وفارس، أبناء قرية معاوية في المثلث، أن يجدوا سقف بيتٍ يحققون تحته أحلامهم حين يتزوّجان نهاية العام المقبل. يعرفان بعضهما البعض منذ أيام الطفولة، منذ ذلك الوقت الذي بدأ فيه الأهالي يتحدّثون عن خارطةٍ هيكليّة ستوضع لقريتهم "قريبًا". الآن، عندما سمعوا أن الخارطة أصبحت واقعًا، صارت الفرحة بفرحتين. ثم بعد أيامٍ قليلة، أعلمهم صديقهم فرج أن الخارطة لا توفّر لهم أي مساحة جديدة يحققون فيها طموحهم.
ياسمين، بصراحة، لم تكن متحمسةً للبقاء في القرية، وتذكرت أنها سمعت مرةً من صديقهما فرج عن مشروعٍ إسكانيّ جديد في مدينة العفّولة، وفي اليوم التالي وصل الزوجان إلى مكتب تسويق المشروع. لكن الموظف المسؤول اعتذر بلُطف: "لقد وعدنا زبائننا الآخرين أن لا يكون الحيّ مختلطًا، ومشروعنا ليس معدًا لأن يكون مختلطًا". خرجت ياسمين وقد فقدت صوابها: "ليس معدًا؟ كيف يعني؟ هل نحن نوع آخر من البشر ولنا إعدادات خاصّة؟"، أما فارس فكان أكثر هدوءًا: "أنظري للنصف الممتلئ من الكأس. عنصري نعم، لكنه لا يخلف وعوده للآخرين."
خلال رحلة البحث، أُتيحت لياسمين فرصة عملٍ ممتازة في كرميئيل. "كريميئيل؟!" تعجب فارس. وبدأ الحظ يركض معهم: سجّل لدراسة الماجيستير في إدارة الأعمال في كرميئيل، ووجدا بيتًا في مشروع إسكانيّ جديد لشركةٍ لم تلتزم لزبائنها "بأن لا يكون الحيّ مختلطًا". 
مبروك. وقّعوا عقدين – عقد الزواج وعقد البيت. ما لم يعرفا أن تسجيل البيت في الطابو على اسم المشتري لا ينتهي بأكثر من سنتين إن كنت عربيًا: "الحديث عن "ابن أقليّة"، والأرض بملكيّة الصندوق القومي اليهودي، لذا هناك حاجة لإجراءات تسجيل بديلة"، قالوا في دائرة أراضي إسرائيل.
بعد أن أنتهى عقد عمل ياسمين وأنهى فارس تعليمه، لم يعد يربطهما شيئًا بهذا المكان، أعادا بيتهما للأغلبيّة، باعوه لمشترٍ يهوديّ، وقرروا العودة إلى معاوية. كانت الدولة قد قررت تخصيص قسائم بناء في القرية، لكن صديقهم فرج نبههم إلى أن بيع القسائم يتم بطريقة المزاد، أي من لديه مال أكثر يشتري، ولا تراعى Ø£ÙŠ حاجةٍ أو حالة خاصة بالأزواج الشابة.
أحس فارس بأن الأبواب تنغلق أمامه، وفي لحظة الانكسار تلك، كانت ياسمين إلى جانبه قويّة، يملأها الإصرار والعزم. وانطلقا. لم يستسلما، عملا بوتيرة جنونيّة، وفّروا بحزم، تلقوا قرضًا من البنك وساهمت العائلة بمبالغ كبيرة، وكذلك صديقهم فرج ساهم بما يستطيع، اشتروا الأرض وبدأوا البناء. المهمة المستحيلة تحققت.
ياسمين وفارس يقفا في بيتهما الذي تعمّر على أرض البلد، وقد استلما مفتاحه. ووجدت ياسمين لحظة الفرح هذه أكثر لحظة ملائمة لتخبر فيها فارس بأنها حامل بطفلهما الأوّل. ولم يكن البيت، ولا البلد، يتسعا لفرحهما.
وبعد ان اتصلت بالعائلة، وبشّروا الجميع، تذكّروا أن يتصلوا بصديق العمر فرج ليبشراه. لكن فرج كان غاضبًا ولم يعط فارس مجالًا للحديث.

- "ليش معصّب؟" سأل فارس

- "لم تسمع؟! ليبرمان يخطط لتبادل أراضي ويسحب منّا المواطنة! يعني المثلثّ سيصبح جزءًا من الضفّة الغربيّة، وبيتك وبيتي أيضًا. هذا بالضبط ما كان ينقصنا."
Facebook
Twitter
YouTube
Website
تبرعوا الآن
Copyright © 2014 Adalah: The Legal Center for Arab Minority Rights in Israel, All rights reserved.


unsubscribe from this list    update subscription preferences