تصريحات مُؤسّساتيّة رسميّة بشأن منشورات وتفاعلات الطلبة الفلسطينيّين على مواقع التواصل الاجتماعيّ خلال الحرب على غزّة 2023

ساهمت المُؤسسات الأكاديميّة الإسرائيليّة في تعزيز وشرعنة الهجمة الشرسة التي شنّتها جماعات يمينيّة من اليهود ضدّ الطلبة الفلسطينيّين، وذلكَ من خلال إصدار بيانات رسميّة تُبيّن فيها نيّتها بعدم "التسامح" مع أيّ من “الأقوال أو الأفعال” الصادرة عن الطلبة “وَتُبرّر للإرهاب الذي تعرَّضتْ لهُ إسرائيل” في السابع من أكتوبر (بيان جامعة تل أبيب)؛ أو “التي تُنادي بالكراهيّة وتدعو للعنف بحقّ المواطنين الأبرياء” (بيان كُلّيّة تل حاي)، فيما جاءَ ببيان الجامعة العبريّة بأنّها “تمنع نشر أي تعبيرات تُحَرِّض على الإرهاب، العنف أو العُنصريّة”. بالمُقابل، كانت “هَمِخللاه لمينهال” أكثر تحديدًا في تحذيرها بأنّها لن تقبل “بدعم العمليّات الإرهابيّة ضدّ مواطني وجُنود إسرائيل” بشكل عامّ، وهوَ ما يُشابه توجّه كُلّيّة هداسا التي صَرَّحَت بشكل مُباشر “أن لا مكان في الكُلّيّة لمن يجرؤ بالتعبير عن دعم الإرهاب أو إلحاق الضرر بدولة إسرائيل”، ذلكَ أنَّ الكُلّيّة “هيَ مُؤسّسة أكاديميّة إسرائيليّة”، وبالتالي هي لا تعتزم “المُساومة” بشأن سياستها هذه أبدًا.

أضف إلى ذلك، حَرَصت هذه المُؤسسات على تبيين عواقب من يُخالف سياساتها هذه، إذ صرّحت كُلّيّة تل حاي عن نيّتها بالعمل، “وفقًا للقانون ولدستور الكُلّيّة، بواسطة لجان الطاعة من أجل فصل كُل من يُعبّر عن أقوال شبيهة من التعليم وإبعاده عن حرمها”، وهوَ موقف مُشابه لموقف الكُلّيّة الأكاديميّة هداسا التي وَعَدَت “بالفصل الفوريّ” بحقّ هؤلاء الطلبة. أما “هَمِخللاه لمينهال” فقد أخذت تحذيرها إلى مستوى آخر عندما خرجت بتصريح علنيّ حول فصلها بالفعل لإحدى الطالبات الفلسطينيّات بشكل فوريّ من التعليم، مع التأكيد على نيّتها “بالاستمرار باتّخاذ خطوات حازمة شبيهة ضدّ كُل طالب […] يشمل توقيفه بشكل فوريّ عن التعليم”. أمّا جامعة القُدس فقد حَفَّزت الطلبة اليهود على الاستمرار بمُراقبة الطلبة الفلسطينيّين من خلال دعوتهم “بالتواصل معها على الخاصّ، في حال انكشفَ الطلبة على منشورات شبيهة”، أي منشورات “داعمة للإرهاب” من وجهة نظرها. 

أضف لذلك، كانَ رئيس مجلس التعليم العالي ووزير التربية والتعليم، يوآف كيش، قد أصدرَ خطابًا، مطالبًا فيه رُؤساء المُؤسّسات باتّخاذ إجراءات تأديبيّة ضدّ هؤلاء الطلبة، من خلال "الإيقاف الفوريّ لأيّ طالب أو مُوظّف يدعم الأعمال الإرهابيّة الهمجيّة التي تشهدها دولة إسرائيل.."، وأنّ على المُؤسسات إصدار أمر بطرد هؤلاء الطلبة بشكل دائم "في الحالات التي يتمّ فيها التحريض الفعليّ"، بل وتقديم شكاوٍ ضدّهم للشرطة. تجدرُ الإشارة إلى أنّ الوزير كيش، كانَ قد جمّدَ قراره بعد نقد اتّحاد الجامعات الإسرائيليّة لصيغته "الإخضاعيّة"، إلّا أنّ هذا لم يمنع من المُؤسسات الاستمرار في إجراءاتها التأديبيّة ضدّ الطلبة.

بدوره، أصدر رئيس الاتّحاد العامّ للطلبة في إسرائيل بيانًا ردًّا على بيان صادر عن "أكاديميّون من أجل المساواة"، جاء فيه أنّه و"مُنذ بداية الحرب، كنّا وما زِلنا نَشهد عشرات المُشارَكات والتعقيبات في وسائل التواصل الاجتماعيّ التي تدعم وتدعو إلى الإرهاب بشكل قوي. نحنُ لن نتوقّف حتّى يُطرَد جميع هؤلاء الطلاب من الأكاديميا فورًا... وفي هذه اللحظة التاريخيّة والمفصليّة، أَوَدُّ أن أُشيد بالدول الغربيّة مثل ألمانيا وفرنسا التي منعت رفع الأعلام الفلسطينيّة وسأعمل على ضمان تبنّي هذه السياسة أيضًا في إسرائيل".