عدالة يلتمس ضد الشروع بمخطط الهدم في مخيمي طولكرم ونور شمس في الضفة الغربية

يأتي هذا الالتماس في أعقاب تقارير إعلاميّة صدرت في 6 ايّار 2025، حول شروع الجيش هدم قرابة 18 مبنى مشمولة في أوامر الهدم

قدّم مركز عدالة في 6 أيّار 2025، التماسًا للمحكمة الإسرائيليّة العليا، يطالب فيه بتجميد فوريّ وبإلغاء أوامر هدم مساكن لأكثر من 1000 لاجئ فلسطينيّ يعيشون في 104 مبانٍ سكنيّة في مخيمي اللاجئين طولكرم ونور شمس، شمالي الضفة الغربيّة. ويأتي هذا الالتماس في أعقاب تقارير إعلاميّة نُشرت يوم أمس، حول شروع الجيش هدم قرابة 18 مبنى مشمولة في أوامر الهدم.

 

اضغط/ي هنا لقراءة نص الالتماس (باللغة العبرية)

 

هذا وكان الجيش الاسرائيلي قد نشر يوم 1.5.2025 اخطارًا حول نيته هدم ما يقارب 104 مبان في مخيمي طولكرم ونور شمس. بأعقاب هذا النشر، أبرق مركز عدالة، يوم 3 أيّار 2025، برسالة أشار فيها إلى اعتبار الدمار الواسع لممتلكات الفلسطينيّين انتهاكًا صارخًا للقانون الدوليّ الانساني وطالب بإلغاء هذه الأوامر بشكل فوري.

 

اضغط/ي هنا لقراءة رسالة عدالة ضد أوامر الهدم (باللغة العبرية)

 

في رده على هذه الرسالة، برّر الجيش أوامر الهدم باعتبار المخيمات "مناطق قتال"، وادّعى بأنّ هذه العمليات "ضرورة عسكريّة" سببها وجود ما يُسمّى بـ "بنية تحتيّة للإرهاب" في هذه المناطق، ممّا يجعلها، وفقًا لادعاء الجيش، "بيئة قتاليّة" مُباحةً للعمل العسكريّ.

 

اضغط/ي هنا لقراءة رد الجيش الاسرائيلي على الرسالة (باللغة العبرية)

 

وورد في الالتماس الذي قدّمته مديرة القسم القانونيّ في عدالة، د. سهاد بشارة، بأن هذه الذرائع لا تعفي سلطات الاحتلال من مسؤوليتها لحماية المدنيّين. وهذا التبرير، كما ورد في الالتماس، من شأنه أن يطمس الفارق بين المدنيّين والمقاتلين، ويجعل من المباني والسكان المحميين في المنطقة أهدافًا عسكريّة مشروعة، الأمر الذي يتعارض مع القانون الدوليّ الإنسانيّ، وتحديدًا اتفاقية جينيف بشأن حماية الأشخاص المدنيّين في وقت الحرب (اتفاقية جينيف الرابعة) ويحول مخيمات اللاجئين الفلسطينيين إلى مناطق تخضع للدمار دون أي تقييدات. وبالتالي، تتعارض أوامر الهدم مع المبادئ الأساسية للقانون الدولي، وقد يرقى تنفيذها إلى جرائم حرب بموجب نظام روما الأساسيّ للمحكمة الجنائيّة الدوليّة.

 

ويشير الالتماس إلى انتهاكات متعددة لاتفاقية جنيف الرابعة، بما في ذلك حظر تدمير الممتلكات المدنية، وحظر النقل القسري للأشخاص المحميين، وحظر العقاب الجماعي. كما ويؤكّد بأن عمليات الهدم الواسعة تهدف إلى جعل عودة الفلسطينيّين إلى منازلهم أمرًا مُستحيلًا.   

 

وأشار الالتماس إلى أن أوامر الهدم صدرت دون إخطار رسميّ لأصحاب المنازل، واللذين نزح غالبيتهم بسبب الهجوم العسكريّ على مخيمات شماليّ الضفة الغربيّة، المُستمر منذ آب 2024، والذي أدّى إلى نزوح ما يقارب 40 ألف فلسطينيًّا يقيمون منذ ذلك الحين في مراكز لجوء خارج المخيمات. وبذلك اعتبر الالتماس بأن هذه المُمارسات انتهاكًا جسيمًا للحق في الإجراءات القانونيّة وحرمانًا للاجئين من حقوقهم الأساسيّة وسببًا كافيًا لإبطال الأوامر.

 

على ضوء ذلك، طالب عدالة، من المحكمة إصدار أمر مؤقت فوريّ لتجميد أوامر الهدم ومنع المزيد من التدمير حتى يتم النظر في الالتماس. بأعقاب هذا، أمرت المحكمة وزير الامن وقائد القيادة المركزية في الجيش بوجوب تقديم ردهم على الطلب بحلول اليوم، 7.5.2025، حتى الساعة 15:00.

 

ويشار الى أن أوامر الهدم صدرت في ظل الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في مختلف أنحاء الضفة الغربية، والتي استهدفت بشكل مكثف مخيمات اللاجئين وأدت إلى أكبر نزوح للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ احتلال عام 1967، مما أجبر نحو 40 ألف شخص على ترك منازلهم. وتُشكّل هذه الإجراءات جزءًا مما يبدو كحرب شاملة ضد اللاجئين الفلسطينيين. فإلى جانب الهجمات العسكرية، أقرّ الكنيست الإسرائيلي تشريعًا يهدف إلى تفكيك الأونروا، مهددًا بحرمان اللاجئين الفلسطينيين في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية المحتلة من الخدمات الأساسية والدعم، بما في ذلك في غزة، حيث تواصل إسرائيل عدوانها الإبادي وتفرض مجاعةً مُدبّرة عمدًا.

 

Photo by Flash90