عدالة: استمرار احتجاز وترحيل نشطاء "حنظلة" رغم الظروف القاسية وإضرابهم عن الطعام
وتبعًا لذلك، يتابع طاقم مركز عدالة القانوني زيارة النشطاء المتبقّين في الاحتجاز، ويقدّم تمثيلًا قانونيًا أمام السلطات الإسرائيلية، وذلك لضمان احترام حقوقهم وتسريع الإفراج عنهم وإعادتهم الآمنة إلى بلدانهم الأم بالتنسيق مع أفراد من السفارات. خلال هذا اليوم نجحت محاميات عدالة بزيارة الـ 7 نشطاء المتبقين في الحجز.
هذا وبقي من أصل 14 ناشطًا رفضوا التوقيع على تسريع إجراءات الترحيل عند اعتقالهم، تم جدولة ترحيل سبعة منهم اليوم أو في الساعات القريبة. ومع ذلك، تعذّر على عدد منهم المغادرة في المواعيد المقررة بتاريخ 29 تموز، بسبب تأخيرات إدارية من السلطات الإسرائيلية، ومحاولات متكررة لإرغامهم على توقيع تسريع إجراءات الترحيل. ويشمل هؤلاء: آنجي تينزينغ مانويل ساهوكيه، إيما فورّو، كلوي فيونا لودين، جوستين كيمبف، وأنطونيو لا بيتشيريلا. وتُبذل حاليًا جهود لإعادة تنسيق مواعيد سفرهم بعد رفضهم التوقيع على هذه الالتزامات.
في المقابل، لم تُحدد بعد مواعيد سفر لعدد من النشطاء الذين ما زالوا قيد الاحتجاز، وهم: برادون جيمس بيلوسو، كريستيان دانيل سمولز، وفرانك جوزيف رومانو من الولايات المتحدة؛ سانتياغو غونزاليس فاليخو وسيرخيو توريبيو سانتشيز من إسبانيا، حاتم العويني من تونس، والناشطة فيغديس بيورفاند من النرويج. ويتابع مركز عدالة أوضاعهم بشكل ميداني وقانوني.
وبحسب الإفادات التي جمعها طاقم عدالة خلال الزيارة الميدانية اليوم، فإن النشطاء ما زالوا يتعرضون لظروف اعتقال قاسية ومهينة، ويواصلون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لليوم الرابع على التوالي، احتجاجًا على اعتقالهم غير القانوني وظروف احتجازهم.
أفاد المعتقلون الذكور بتعرضهم لتفتيش زنازينهم بشكل عنيف بعد اقتحام زنازينهم من قبل قوات مصلحة السجون مُرتدين ملابس مختلفة عن ملابس القوات الرسمية لمصلحة السجون، فور عودتهم من جلسات محكمة الهجرة يوم أمس. كما أكد جميع النشطاء، بمن فيهم الناشطة المتبقية، أنهم محتجزون في غرف صغيرة مكتظة دون تهوئة أو وسائل تبريد، في ظل ارتفاع درجات الحرارة التي بلغت 34 درجة مئوية. وأضافوا أنهم محرومون من مستلزمات النظافة والاستحمام، وتنتشر في غرف نومهم حشرات البق. كما تم حرمانهم بشكل كامل من "الفورة" (الخروج إلى ساحة السجن)، ما يعني أنهم محتجزون داخل غرف مغلقة طوال اليوم دون أي فرصة للتنفس أو الحركة.
أعلن الناشط الأميركي فرانك جوزيف رومانو الذي يجلس وحيدًا بعد ترحيل باقي النشطاء اللذين كانوا في زنزانته، عن عزمه تقديم استئناف قانوني ضد قرار استمرار احتجازه وترحيله. إضافةً لذلك، شرع رومانو بإضرابٍ مفتوح عن الطعام حتى وقف إطلاق النار في غزة، يأتي ذلك بعد ثلاثة أيام من إضرابه عن الطعام والمياه لمدة ثلاث أيام متواصلة أعلنها فور تعرضه للاعتقال.
أما الناشط الإسباني سانتياغو غونزاليس فاليخو، فقد أفاد بأنه تعرّض لإرغام جسدي من قبل خمسة حرّاس بعد إحاطته في غرفته بشكل عنيف، على تناول دواء خاص فيه بموعد غير الموعد غير مخصص له. وقد أدى ذلك إلى وعكة صحية، تبعها فقدان للوعي وسقوط أرضًا، ومع ذلك هو الآن بصحة مستقرة نسبيًا.
أما الناشطة النرويجية فيغديس بيورفاند، فقد أفادت بأنها محتجزة في غرفة منفردة دون أي تواصل أو مرافق بالرغم من كبر سنها.
وفي سياق متصل، نُقل الناشطان الأستراليان روبرت دانيل مارتن وتانيا صافي إلى الأردن، ومن المقرر أن يغادرا منها في 30 تموز عبر رحلة تشمل توقفًا في دبي قبل الوصول إلى أستراليا.
وقد عاد بالفعل عدد من النشطاء إلى بلدانهم بعد إتمام ترحيلهم، من بينهم: أنطونيو ماتزيو (إيطاليا)، وعد موسى (الولايات المتحدة/العراق)، غابرييل كاثالا (فرنسا)، محمد البقالي (المغرب)، وجايكوب بيرغر (الولايات المتحدة).
أما الناشطان الأميركيان هويدا عرّاف وروبرت صُبري فقد أُطلق سراحهما بتاريخ 27 تموز.
يؤكد مركز عدالة استمراره في تقديم التمثيل القانوني الكامل للنشطاء المحتجزين، والعمل من أجل إنهاء احتجازهم غير القانوني، وضمان احترام حقهم في العمل الإنساني، وفي مقاومة الحصار غير القانوني المفروض على قطاع غزة، والذي أدى إلى تجويع السكان المدنيين وحرمانهم من مقومات الحياة الأساسية. ويأتي ذلك في ظل اتهامات متواصلة ضد إسرائيل بارتكاب جرائم إبادة جماعية منذ أكثر من 22 شهرًا، كما ورد في القضية المرفوعة من جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية. ويؤكد المركز مجددًا أن استمرار احتجاز هؤلاء النشطاء غير قانوني ولا مبرر له. كما وتعكس الظروف التي يعاني منها المحتجزين العنهجية التي تميّز مصلحة السجون الإسرائيلية، حيث يتعرّض هنالك الأسرى الفلسطينيين لمعاملة أشد قسوة.