بعد ثمانية أشهر من الحبس المنزلي، الإفراج عن حمزة أبو مديغم بعد اعتقاله بسبب مشارك في احتجاج ضد هدم قريته العراقيب

 

وافقت محكمة الصلح في بئر السبع يوم الثلاثاء 25 تشرين أول، على طلب المحامية أورنا كوهين من مركز "عدالة" بإنهاء الحبس المنزلي حتى إنهاء الإجراءات الذي فرض على للسيد حمزة أبو مديغم من قرية العراقيب منذ كانون الثاني 2011 وذلك بسبب مشاركته في مظاهرة ضد هدم قريته - العراقيب.
يذكر السيد أبو مديغم كان قد اعتقل في 17 من كانون ثاني 2011، وقدمت الشرطة لائحة اتهام بحقه نسبت له تهمة عرقلة عمل الشرطة والاعتداء على شرطي أثناء مظاهرة ضد هدم العراقيب. وقد قررت محكمة الصلح في بئر السبع إحالته إلى الحبس المنزلي حتى إنهاء الإجراءات القانونية بحقه. وبعد شهرين من اعتقاله، وافقت محكمة الصلح في آذار 2011 على الطلب الذي قدمه مركز "عدالة" لإعادة النظر بظروف الحبس المنزلي المفروض عليه والسماح له بالخروج للعمل من أجل إعالة أسرته التي وقعت في ضائقة اقتصادية صعبة للغاية نظرًا لكونه المعيل الوحيد للعائلة.
ويأتي قرار المحكمة بإنهاء الحبس المنزلي المفروض على أبو مديغم رغم المعارضة الشديدة التي أبدتها الشرطة بادعاء أن أبو مديغم يشكل خطرًا على سلامة الجمهور ويجب إبقائه رهن الاعتقال المنزلي حتى إنهاء الإجراءات القانونية. وقد فندت المحامية كوهين هذا الادعاء وشددت بأن يس هنالك أي ا أساس لهذا الادعاء، خصوصًا وأنه التزم منذ اعتقاله بجميع الشروط التي فرضت عليه مما يشير إلى احترامه والتزامه بقرارات المحكمة بشأنه.
 
خلفية عن قرية العراقيب:
 
يعيش في قرية العراقيب قرابة 300 شخص، أكثر من نصفهم من الأطفال. يسكن أهالي القرية في المكان منذ عشرات السنين. عام 1951 اضطر أهالي القرية إلى إخلاء أراضيهم، وكبقية القبائل العربية البدوية انتقل الأهالي إلى منطقة "السياج" في شمال النقب. وقد وعدت سلطات الحكم العسكري آن ذاك أهالي القرية أنه سيكون بإمكان السكان العودة إلى أراضيهم بعد ستة أشهر. وخلال فترة الحكم العسكري حاول الأهالي مرارًا وتكرارًا العودة إلى أراضيهم، لكن دون جدوى.
 
خلال سنوات السبعين استمر أهالي العراقيب بمحاولاتهم العودة إلى أراضيهم لكن فقط سنة 1998 نجحت 45 عائلة من أهالي القرية العودة إلى أراضيهم وبدءوا بنضالهم للاعتراف بالقرية. اليوم، يعيش قرابة 100 ألف مواطن عربي بدوي في 34 قرية غير معترف بها في النقب. وتفتقر هذه القرى إلى أبسط الخدمات كالماء والكهرباء أو المنشئات التعليمية والصحية. وترى الحكومة الإسرائيلية بهؤلاء السكان "غزاة استولوا على أراضي الدولة" وتعمل على إخلائهم، وذلك بهدف منح أراضيهم لمستوطنين أفراد أو للصندوق الدائم لإسرائيل (الكيرن كييمت) بهدف زراعة الغابات. جنوبي قرية العراقيب تمت زراعة "غابة السفراء" وغربي القرية تقع "غابة تلفزيون الرب" (God-TV).
 
بدأت السلطات بإعداد الأرض للزراعة في 27حزيران 2010 فجرًا. مئات الشرطيين مدججين بالسلاح طوقوا القرية، وأعلنوا عنها "منطقة مغلقة" وأمروا السكان بالخروج من بيوتهم. بعد ذلك قاموا بهدم جميع بيوت القرية، 45 بيتًا، واقتلعوا 4.500 شجرة زيتون.
 
في آب 2010 طالب "عدالة" بفتح تحقيق ضد رجال الشرطة الذين شاركوا في عمليات الهدم وقاموا بالاعتداء على سكان القرية والنشطاء الذين قدموا لمساندتهم. منذ ذلك الحين توجه الأهالي إلى الجهاز القضائي بهدف وقف عملية الهدم التي تقوم بها الحكومة. في أعقاب الهدم في 16كانون الثاني 2011، أصدرت المحكمة أمر منع ضد الكيرن كييمت أمرتها من خلاله بوقف عملية زرع الأشجار في الأراضي. في 20 كانون الثاني رفض القاضي طلبًا لتمديد أمر المنع، لكنه أوصى الكيرن كييمت بعدم الاستمرار في الزراعة حتى يتم إيجاد حل نهائي للقضية. بالرغم من التوصية، جددت الكيرن كييمت عملها، وزادت من نشاطها ضد أهالي القرية. نشطاء وأهالي كثيرون اعتقلوا وجرحوا منذ ذلك الحين. لكن الأهالي عازمون على البقاء في قريتهم وإعادة بنائها حتى تعترف الحكومة بحقوقهم على أراضي أجدادهم.