مهجرون من الطنطورة يطالبون بإنهاء تدنيس المقابر الجماعية في قرية طنطورة المدمرة ، موقع مذبحة عام 1948

تقرير جديد من معهد "فرونزيك اركيتكشر" في لندن يحدد موقع القبور الجماعية لشهداء مجزرة الطنطورة مما يتيح المجال امام المطالبة بتعليم موقع القبور، تسييجها ووقف المس بحرمتها والسماح للاهل بزيارة الشهداء بما يتوافق مع شعائرهم الدينية.

 

توجه مركز عدالة بالأمس (الأربعاء 24.5.2023) برسالة باسم لجنة مهجري الطنطورة، 11 من أبناء القرية ومؤسسة "فروزنيك اركيتكشر" الدولية الي المستشارة القضائية للحكومة، دائرة أراضي إسرائيل، وزارة الداخلية، المجلس الإقليمي شاطئ الكرمل واللجان المحلية لبلدتي دور ونحشوليم مطالبًا فيها باحترام حرمة القبور والسماح لمهجري القرية بزيارة ضحايا المجزرة وإقامة الشعائر الدينية هناك، وكذلك طالبت بتحديد أماكن القبور الجماعية وعدم تدنيسها أو إقامة أي مشروع عليها.

 

لقراءة الرسالة (باللغة العبرية)

 

 

جاء هذا التوجه في الذكرى ال 75 لمجزرة الطنطورة. حيث قامت القوات الصهيونية، بالأخص لواء اسكندروني من الهاغاناة، باحتلال القرية (ليلة 22.5.1948) وتطهيرها عرقيًا مهجرة أهلها الى قرية الفريديس ومنها الي مخيمات اللجوء. مع احتلال القرية، قامت القوات الصهيونية بالقيام بمجزرة مروعة بحق سكان القرية سقط ضحيتها وفق التقديرات ما يقارب 280 شهيدا من اهل القرية العزل تم دفنهم، وفقًا لشهادات الناجين من المجزرة، في قبور جماعية بعدة مواقع في القرية. 

 

يستند التوجه الى تقرير عمل عليه بالسنة الأخيرة معهد "فروزنيك اركيتكشر" في لندن. قام التقرير باستعمال تقنيات حديثة لمعاينة مواد ارشيفية، صور، صور جوية وخرائط للقرية وفحص تقاطعها مع الصور والشهادات الشفوية لناجين من مجزرة الطنطورة بهدف تحديد مواقع القبور الجماعية. استنادا على هذه المعلومات قام المركز ببناء نموذج ثلاثي الابعاد للقرية بواسطته تم، لأول مرة، تحديد دقيق لمواقعين تحتويان، باحتمالية عالية جدًا، على قبور جماعية (موقع قرب المقبرة الإسلامية يقع اليوم في موقف السيارات للشاطيء; موقع في بستان الدسوقي – داخل القرية السياحية) وموقعين أضافين بهما احتمال جدي لوجود قبور جماعية تتناسب والشهادات الشفوية (موقع على الشاطيء قرب بيت الحاج يحيى; موقع إضافي داخل المقبرة الإسلامية التاريخية للبلد).

 

لقراءة التقرير (باللغة الانجليزية)  

 

للموقع التفاعلي

 

بناء على نتائج التقرير، نظمت لجنة أهالي الطنطورة بالتعاون مع مركز عدالة ومؤسسة "فروزنيك اركيتكشر" الدولية، يوم الثلاثاء، جولة في قرية الطنطورة المهجرة للنشطاء والصحفيين، لتحديد مواقع القبور الجماعية. 

 

 

بالتزامن مع إصدار الرسالة، أقيمت أمسية في مسرح خشبة في حيفا. وافتتح الأمسية منسق لجنة أهالي الطنطورة، السيد سامي العلي، الذي استعرض عمل لجنة أهالي الطنطورة الحثيث على ترسيخ تاريخ القرية والمجازر والشهادات الشفوية والمكتوبة في الذاكرة الجماعية ونقلها من جيل إلى جيل. 

 

بعدها، قدمت السيدة شريدة مولافي من معهد فرونزيك أركيتكشر مداخلة استعرضت فيها سيرورة العمل على التحقيق طوال عام ونصف وتم عرض فيلم يشمل شهادات مهجري الطنطورة واهم نتائج التحقيق.  

 

وروى بعد ذلك الناجي من المجزرة، السيد عدنان يحيى، اللاجئ في ألمانيا عبر تقنية الفيديو "زووم"، كيف قتلت العصابات الصهيونية الشهداء خلال المجزرة، وكيف أجبره أفراد هذه العصابات مع عدد من أبناء القرية الذين بقوا على قيد الحياة بتجميع جثث الضحايا ودفنها في قبر جماعي. بالإضافة، تحدثت السيدة جيهان سرحان عن الشهادات التي سمعتها من أمها وخالها الناجين من المجزرة. 

 

بمداخلتها، تطرقت المحامية سهاد بشارة، مديرة الوحدة القانونية في مركز عدالة، عن التوجه للسلطات الإسرائيلية بشأن صيانة القبور الجماعية وشاركت الجمهور بالتخبطات حول افاق العمل القانوني والمطالبة في المحاسبة من المنظومة الإسرائيلية في ظل النظام الاستعماري.  

 

واختتم الأمسية المؤرخ د. جوني منصور، الذي تطرق الى مجزرة الطنطورة كنموذج للمجازر التي قامت بها القوات الصهيونية ضمن الخطة "داليت" (دال بالعربية)، والتي كانت تحمل هدفًا واضحًا وهو الإبادة الجماعية من أجل إتاحة التطهير العرقي.