عائلات مع وقف التنفيذ في مسرح الميدان

عشية الذكرى العاشرة لسن قانون المواطنة العنصري: قانون المواطنة هو جزء من فرض الوقائع على الأرض دون الرجوع إلى الفرد صاحب الشأن

 

اكتظت قاعة مسرح الميدان في حيفا مساء أمس، الخميس 6.6.2013، بالحضور في أمسية "عائلات مع وقف التنفيذ" والتي نظمها مركز عدالة، جمعيّة كيان، وجمعيّة إمرأة لإمرأة، ضدّ قانون المواطنة العنصريّ والذي يمنع لم شمل عشرات آلاف العائلات الفلسطينيّة من جانبيّ الخط الأخضر.

 

وتأتي هذه الأمسيّة افتتاحًا لمعرض الصور الفوتوغرافيّة للمصوّرة جيني نايمان مركزة الملتميديا في عدالة وقيّمته رلى خوري، وهو معرض يحمل ذات العنوان، ويجسّد في صوره واقع حياة آلاف العائلات الفلسطينية التي اضطرت للعيش في الظل بسبب قانون المواطنة الإسرائيلي. عن طريق تصويرهم في بيوتهم، في حيزهم الخاص، يرمي المعرض إلى أنسنة من تم تشويه صورتهم الإنسانية بواسطة الخطاب الأمني الإسرائيلي. كذلك، يحتوي المعرض أيضًا على إحدى عشر قصّة شخصيّة لعائلات متضررة من قانون لم الشمل، وقد جمع مركز عدالة هذه القصص في كتيّبٍ للمعرض وزّع خلال الأمسيّة.   

 

وتخللت الأمسية عرضًا مسرحيًّا لفرقة "باص الحريّة" من مسرح الحريّة في جنين يعتمد على القصص التي جمعها مركز عدالة، قدّمها كل من الممثلين والممثلات محمد دبدوب، فداء زيدان، ميكائيلا ميراندا، بين ريفر، وحسن طه.

 

كذلك، عُرض الفيلم الدرامي-وثائقي القصير "عائلات مع وقف التنفيذ" من إخراج عايد فضل وجريس كردوش ومن إنتاج مركز عدالة. وهو فيلم يعرضُ قصّة امرأة متزوّجة من رجلٍ ممنوع من السكن معها بسبب قانون المواطنة، في حين تخوض العائلة صراعًا طويلًا فقط لكي يحصل الأب على تصريحًا لحضور عيد ميلاده إبنه.

 

هذا وقد شمَلت الأمسية ندوةً حول قانون المواطنة افتتحها صلاح مُحسن، مدير قسم الإعلام في مركز عدالة، وقد تخللت مداخلةً للمحاميّة سوسن زهر من مركز عدالة، ومداخلة لشيرين بطشون من جمعيّة كيان وعضوة الإدارة في جمعية "إيشا لإيشا" قدّمت خلالها ورقة موقف تحت عنوان "النساء الفلسطينيّات المتضررات من قانون المواطنة" صادرة عن مركز امرأة لامرأة، واختُمت الندوة بحوار مع امرأة متضررة من قانون المواطنة، سردت خلال الحوار مراحل معاناتها العائليّة والشخصيّة من بعد سنّ قانون المواطنة.

 

وقال صلاح مُحسن في مقدمته أن: "تأتي هذه الأمسية عشية الذكرى العاشرة لسن هذا القانون العنصري المجحف. حاولنا من خلال صور المعرض الموازنة بين منح الجمهور إطلالة على حياة وآمال وآلام المتضررين، مع المحافظة على خصوصيتهم وعدم تعريضهم لأي مساءلة أو إشكال قانوني."

 

وقالت المحاميّة سوسن زهر خلال مداخلتها أن "قانون المواطنة هو جزء من فرض الوقائع على الأرض دون الرجوع إلى الفرد صاحب الشأن بأي شكل من الأشكال، وهذا الواقع الذي يُفرض هو واقع يسلم الحياة العائليّة الكريمة."

 

كذلك شددت المحاميّة زهر أن "الحديث عن المكانة القانونيّة ليس بجديد، فالدولة اليهوديّة فيها قانون العودة وفيها قوانين كثير أخرى سُنَّت عند قيام الدولة، ولكن الجديد في الأمر أن التراكم والإنزلاق في القوانين العنصريّة ووتيرتها يضع التطورات القانونيّة من أجل الحق بالمواطنة والمساواة في وضعيّة مهددة."

 

 

من جهتها شددت المحاميّة شيرين بطشون في كلمتها على أنه: "بين 15 لـ 20 ألف عائلة فلسطينية ضحية قانون المواطنة، ثلثيهم يقيمون في البلاد بشكل غير قانوني، أي أنهم معرضين للطرد في ‏أي وقت."

 

كذلك نوّهت بطشون إلى أن "غالبية المتضررات هن من النساء، حيث على سبيل المثال تعاني المرأة التي تتعرض للعنف من قبل زوجها بأنها لا تستطيع أن تتوجه بالشكوى، لأن الشرط الأول للسماح لها بالبقاء في البلاد، أو إصدار التصريح، هو أن يكون لديها حياة عائليّة ثابتة وصحيّة، وفي اللحظة التي تقرر ‏بها أن تخرج من البيت خوفًا من حالات العنف ‏فهي معرضة بشكل فوري للطرد من البلاد، وهذا ما يجبرها على أن تبقى تحت طائلة التعنيف لئلا تفقد مكانتها القانونيّة."

 

هذا وقد شكر مركز عدالة كل من مؤسسة سانت إيف وسدرة على مساهمتهم في إنجاز المشروع.

 

وتأتي هذه الأمسية بعد أن مددت الحكومة الإسرائيليّة خلال شهر نيسان المنصرم سريان قانون المواطنة العنصري لمدة سنة أخرى. ويمنع هذا القانون العنصري الفلسطينيين مواطني إسرائيل المتزوجين من مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة والدول التي تعتبرها إسرائيل "دول عدو" من العيش مع عائلاتهم داخل إسرائيل.