طواقم الإسعاف ترفض دخول القرى غير المعترف بها ياسمين النقب و"عدالة": هذا مس صارخ بحق السكان في الصحة والكرامة

توجه مركز "عدالة" بالتعاون مع جمعية ياسمين النقب إلى كل من نائب وزير الصحة يعكوف ليتسمان ومدير لواء الجنوب في نجمة داوود الحمراء يهودا شوشان وطالبهما بإصدار تعليمات واضحة لطواقم الإسعاف التابعة لنجمة داوود الحمراء في لواء الجنوب بتغيير السياسة التي تنتهجها هذه الطواقم والتي بموجبها ترفض دخول القرى غير المعترف بها في النقب. كما طالبت المؤسستان في الرسالة بالإعلان إذا ما كانت هنالك تعليمات عينية تسمح للإسعاف برفض دخول القرى غير المعترف بها. وبعثت الرسالة المحامية سوسن زهر من مركز "عدالة".

جاءت هذه الرسالة في أعقاب التوجهات العديدة التي وصلت في الأسابيع والأشهر الأخيرة إلى مكاتب جمعية ياسمين النقب لصحة المرأه والعائلة ، جمعية عربية محلية التي تعنى بصحة المرأة والعائلة، من قبل سكان في القرى غير المعترف بها يشكون عدم استجابة طواقم الإسعاف لاتصالاتهم. ويتضح من هذه التوجهات أنه في غالبية الحالات التي يتم فيها استدعاء سيارة إسعاف بعد حادث أو حالة مرضية، تقابل توجهاتهم بالرفض وذلك بحجة عدم وجود طرق صالحة تصل إلى القرية أو بحجة أنهم يسكنون في قرية غير معترف بها. وفي حالات أخرى تصل سيارة الإسعاف بعد ساعات طويلة من الحدث الذي استدعوا لأجله الأمر الذي يجعل حضورها غير مجد بتاتًا. وفي حالات أخرى، يطلب طاقم الإسعاف من المتصل إحضار المريض أو المصاب إلى نقطة التقاء على الشارع الرئيسي خارج القرية، في حين أنه لا توجد طرق معبدة وآمنة من القرى إلى الشارع الرئيسي الأمر الذي يجعل نقل المريض أو  بسيارة خصوصية يشكل خطرًا على حياته.


وذكرت الرسالة في النقب 43 قرية غير معترف بها يسكنها قرابة 100 ألف إنسان غالبيتهم المطلقة من الأطفال، حيث تصل نسبة السكان تحت جيل 17 إلى 61% ونسبة الأطفال تحت جيل 9 إلى 42%. كما تفتقر هذه القرى إلى عيادات وخدمات صحة ورفاه أساسية، الأمر الذي يجعل الحاجة إلى خدمات إسعاف أولي أكثر حدة وضرورة.


وشددت الرسالة أن عدم دخول الإسعاف إلى القرى غير المعترف بها يمس بحق النساء بشكل خاص لأنهن يقضين غالبية وقتهن في القرية برفقة أطفالهن والمسنين من أبناء عائلاتهن. وعلى سبيل المثال يحدث كثيرًا أن يتعرض الأطفال لحوادث في المنزل أو خارجة الأمر الذي يستدعى معالجة طبية. وبما أن غالبية النساء لا تملك سيارات أو رخصة سواقة، تصبح الحاجة إلى سيارات الإسعاف مصيرية.

وأوردت الرسالة أمثلة عينية كثيرة لحالات أدى فيها رفض سيارات الإسعاف دخول القرى إلى حوادث مأساوية. ومن ضمن هذه الحوادث تعرض طفل من قرية غير معترف بها إلى حادث طرق أصيب على أثره بجراح خطيرة. وقد اتصلت الوالدة وطلبت إرسال سيارة إسعاف بشكل طارئ، لكن سيارة الإسعاف لم تحضر، وتوفي الطفل فيما بعد بسبب تأخر العلاج.


وفي حادث أخر، استدعت نساء قرية معينة في النقب سيارة إسعاف لنقل سيدة في الشهر التاسع لحملها إلى المستشفي بعد أن شعرت بآلام مخاض الولادة. وبعد أن رفضت سيارة الإسعاف الحضور إلى القرية، وبسبب الآلام المتزايدة اضطرت السيدة إلى الذهاب سيرًا على الأقدام إلى الشارع الرئيسي الأقرب للقرية. وعندما تأخرت سيارة الإسعاف، صعدت السيدة على الحافة التي مرت من المكان باتجاه مستشفى سوروكا في بئر السبع وخلال السفر بدأت عملية ولادتها داخل الباص. هذه الحالات هي غيظ من فيض الحالات المأساوية التي تحدث في القرى غير المعترف بها يوميا بسبب سياسة نجمة داوود الحمراء.

 الرسالة بالعبرية