عدالة: استشهاد الإعلامية شيرين أبو عاقلة يأتي بحماية جهاز القضاء الإسرائيلي لسياسة عدم المساءلة

يدين مركز عدالة جريمة قتل الصحافية القديرة والإعلامية الرائدة شيرين أبو عاقلة

يدين مركز عدالة جريمة قتل الصحافية القديرة والإعلامية الرائدة شيرين أبو عاقلة برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطيتها لاجتياح مخيم جنين فجر اليوم 11.5.2022، ويؤكد على أن هذه الجريمة تأتي بفضاء سياسي وقضائي إسرائيليين يمنحان الحصانة التامة لعمليات القتل من قبل قوات الجيش الإسرائيلي. 

 

كانت شيرين من أول الاعلاميات الفلسطينيات اللواتي ظهرن على شاشة دولية، وصورتها وصوتها راسخان في ذهن وذاكرة كل فلسطيني منذ أيام الانتفاضة الثانية وتغطيتها في جميع أنحاء الوطن. حيث عملت لتوصيل صورة خروقات وانتهاكات حقوق الفلسطينيين في جميع أماكن تواجدهم، بمهنية ومصداقية وانتماء منقطع النظير. ولنا في مركز عدالة علاقة خاصة ومكان دافئ في القلب لها، بدأت صداقتها لمركز عدالة منذ التأسيس، وعملنا سويًا عن كثب في الكثير من قضايانا ونضالنا في المحاكم وخارجها وفي محطات مفصلية منذ أكتوبر 2000 وحتى هبة الوحدة والكرامة في أيار العام المنصرم.

 

 

جريمة قتل شيرين هي استمرار لجرائم استهداف الصحافيين برصاص الجيش الإسرائيلي، إذ تم رصد 55 حالة قتل وإصابة صحفيين بالرصاص الحي، يرتدون زيهم الذي وجد لحمايتهم، واستهدافهم في الأراضي المحتلة يعتبر جريمة وفق القانون الدولي الإنساني. استهداف الصحافيين هو جزء من سياسة طمس الحقيقة ومنع نقل صورة خروقات حقوق الإنسان التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي إلى الرأي العام العالمي، دون حسيب أو رقيب.

 

 

سياسات عدم المساءلة المُمأسسة والمستمرة تضفي جوًا من الثقة للجنود الاسرائيليين وأفراد الشرطة بأن استهدافهم للإعلاميين والمدنيين بشكل عام هو شرعي وسيقابَل بحصانة سياسية وقضائية تامة. وان قرارات المحكمة العليا في السنوات الأخيرة هي أفضل مثال على ذلك، كإغلاق ملفات شهداء أكتوبر 2000 (هبة القدس والأقصى) وفي مسيرات العودة الكبرى في غزة وفي ملف الشهيد يعقوب أبو القيعان في أم الحيران، ومؤخرًا إغلاق ملف قتل أبناء عائلة بكر في غزة

 

من ضمن القواسم المشتركة لهذه الجرائم وجرائم أخرى ارتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين، كان وجود الصحافيين لتوثيقها ونقلها للعالم، ما جعل إسرائيل منذ عقود تعمل على استهداف الصحافيين ومنعهم من نقل الحقيقة بشتى السبل، سواء باستخدام العنف والضرب وتكسير الكاميرات وصولًا إلى إطلاق الرصاص الحي والقتل، ناهيك عن استعمال وسائل قمع لا تقل وحشية مثل الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل والرصاص المعدني المغلف بالمطاط. 

 

 

 

في الختام، يعزي طاقم وإدارة مركز عدالة أنفسهم وعائلة الشهيدة الصحافية شيرين أبو عاقلة وعائلة قناة الجزيرة وعموم شعبنا الفلسطيني باستشهاد واحدة من أبرز الإعلاميين الفلسطينيين وأشدهم شجاعة ومهنية، وسنواصل العمل على محاسبة القتلة.