مركز عدالة يُدافع عن حقوق الفلسطينيّين خلال الحرب على غزّة

1. مُقدّمة

منذ بداية الحرب في السابع من أكتوبر من العام 2023، وإسرائيل تَشُنُّ هجمات انتقاميّة غير قانونيّة، تُعتبر الأكثر وحشيّة وشراسةً منذُ عقود ضدَّ سُكّان القطاع. تشمل جرائم الحرب والخروقات للقانون الإنسانيّ الدوليّ التي ترتكبها إسرائيل بحقّ الفلسطينيّين كُل من التطهير العرقيّ، التهجير القسريّ، فرض إغلاق شبه كامل على قطاع غزّة فيه قُطعت جميع الإمدادت الأساسيّة من مياه، أدوية، كهرباء ووقود عن المدنيّين، قصف المنازل، المساجد، الكنائس، المرافق المدنيّة والمُستشفيات في غزّة، وغيرها. أَسفرت الحرب الإسرائيليّة على قطاع غزّة عن مقتل ما يُقارب 27 ألف فلسطينيّ وإصابة أكثر من 65 ألف فردًا منهم، عدا عن تسجيل أكثر من 7000 شخص مفقود، بالإضافة إلى نزوح ما يُقارب المليونيّ فلسطينيّ داخل القطاع؛ وذلكَ حتّى بداية شهر شباط 2024.

 

المصدر: Palestinian News & Information Agency (Wafa) in contract with APAimages, via Wikimedia Commons

 

لم ينحصر انتقام إسرائيل، في أعقاب الهجوم غير المسبوق لفلسطينيّين من حركة حماس على مناطق غلاف غزّة،  والذي أَدَّى إلى مَقتل ما يُقارب 1200 شخص واقتياد ما يُقارب الـ 200 شخص كرهائن إلى قطاع غزّة؛  بشنّ حربٍ على غزّة، بل طالَ جميع الفلسطينيّين في كافّة المناطق الجغرافيّة في الأراضي المُحتلة منذُ عام 67 وفي إسرائيل وحتّى في السجون الإسرائيليّة.

 

يتعرّض المواطنين الفلسطينيّين في إسرائيل، خاصّةً أُولئك الذين يُعارضون جرائم الحرب في غزّة، إلى حملة قمع شعواء، مُلاحقة سياسيّة مُكثّفة وانتهاكات سافرة لحقّهم الدستوريّ في التعبير عن الرأي. تتمثّل هذه الحملة في اعتقال مُواطنين فلسطينيّين على خلفيّة التعبير عن آرائهم في منصّات التواصل الاجتماعيّ أو مُشاركتهم في وقفات احتجاجيّة، التحريض على شخصيّات قياديّة، منع تنظيم المُظاهرات المُندّدة بالعدوان على غزّة، تنظيم حملة مُلاحقات للطلبة في المُؤسّسات الأكاديميّة الإسرائيليّة؛ للمحاميّين وللعمّال، عدا عن اقتراح وسنّ قوانين عُنصريّة وغيرها.

 

نتيجةً لهذا السياق غير المعهود من القمع، تَجنَّدَ مركز عدالة، منذُ بداية الحرب للدفاع عن حقوق الفلسطينيّين في إسرائيل والمناطق المحتلّة عام 67، وذلكَ في المحاكم، مواقع التواصل الاجتماعيّ، مُؤسسات التعليم العالي، منصّات حقوق الإنسان الدُوليّة والإعلام. تستعرض هذه الصفحة العمل القانونيّ المُكثّف الذي انخرطَ فيه مركز عدالة منذُ السابع من أكتوبر، بالإضافة لاستعراض أهمّ الإجراءات والمُبادرات القانونيّة التي اتّخذها المركز.

 

2. عدالة يُدافع عن الحقّ في التعبير وحُرّيّة التظاهر للفلسطينيّين في إسرائيل

تصوير: محمّد خليليّة

 

منذُ السابع من أكتوبر، وفي أعقاب العمليّة التي نفّذتها حركة حماس في منطقة غلاف غزّة، والحرب التي شنّتها إسرائيل على غزّة في ردّ على هذه العمليّة؛ اتّخذت العديد من المُؤسّسات والأذرع السلطويّة الإسرائيليّة خطوات خطيرة ومُتطرّفة لقمع كُل أشكال حُرّيّة التعبير في الداخل الفلسطينيّ والتي تُندّد بالحرب على غزّة وتُطالب بإيقافها. من ضمن هذه الأشكال، قمع مُؤسسة الشرطة الإسرائيليّة لأي وقفات احتجاجيّة ومظاهرات تهدف لانتقاد المُمارسات الإسرائيليّة في الحرب على غزّة وتُطالب بإنهاء العدوان عليها، وحتّى منع تنظيمها. انعكسَ ذلك على أرض الواقع من خلال فضّ الشرطة لعدّة وقفات احتجاجيّة بعضها لم يكن قد بدأ حتّى بزعم أنّها مُظاهرات ذات طابع تحريضيّ، واعتقالها لبعض المُتظاهرين بحجة الإخلال بالنظام العامّ أو التعاطف مع تنظيم إرهابيّ. حتّى تاريخ 26.11.2023، وصلَ عدد المُعتقلين على خلفيّة مُشاركتهم بالمُظاهرات 31 شخصًا، وهو ما يُعادل 12% من جميع المُعتقلين في الداخل الفلسطينيّ منذُ بداية العُدوان على غزّة كما وردَ في عارضة معطيات أصدرها مركز عدالة حول التحقيقات، الاعتقالات ولوائح الاتّهام في الداخل الفلسطيني (مُحتلنة حتّى تاريخ 13.11.23).

 

للتوسّع:

 


 

3. عدالة يُدافع عن حقوق الطلبة الفلسطينيّين في  مُؤسسات التعليم العالي الإسرائيليّة

الصورة من صفحة الفيسبوك "جفرا- التجمّع الطلّابيّ في الشيخ مونّس"

 

منذُ بدء التصعيد الدامي في السابع من أكتوبر 2023، قادت إسرائيل حملة قمع تعسّفيّة ضدّ حُرّيّة التعبير للمواطنين الفلسطينيّين في الداخل، لعبت خلالها المُؤسسات الأكاديميّة الإسرائيليّة دورًا أساسيًّا في قمع حُرّية التعبير للطلبة الفلسطينيّين الذين يدرسون بها. ذلكَ أنّ اتّحاد الطلبة الإسرائيليّ وجماعات يمينيّة من الإسرائيليّين اليهود، شَنُّوا حملات واسعة من التحريض، التعقّب والمُلاحقة لمنشورات وتفاعلات الطلبة الفلسطينيّين في مواقع التواصل الاجتماعيّ بشأن الحرب على غزّة. لاحقًا، اندفعت هذه الجماعات، إضافةً إلى زملاء لهم في التعليم وحتّى أصحاب مناصب إداريّة في المُؤسسات الأكاديميّة، إلى تقديم شكاوٍ ضدّ الطلبة الفلسطينيّين بمُؤسسات تعليمهم. بدورها، سارَعتْ هذه المؤسسات التعليميّة إلى اتّخاذ إجراءات "تأديبيّة" صارمة بحقّهم؛ تشمل تعليقهم المُؤقّت عن التعليم، الطرد، الفصل، إخلائهم من مساكن الطلبة، تحويلهم للجان تأديبيّة وغيرها من المُمارسات؛ بدون أي إنذار مُسبق أو اتّخاذ إجراءات عادلة بحقّهم، بحجّة انتهاك منشوراتهم لأنظمتها التأديبيّة من خلال "دعم الإرهاب" أو "التعاطف مع مُنظّمات إرهابيّة"، بادّعاء هذه المُؤسسات.

 

للتوسّع: